فورَ دُخولِكَ إلى مبنى بيت الأصيلات، سوف تلتفت انظارك الى البِهاراتِ والمُخلّلاتِ والزّيتونِ والعَسَلِ وزيتِ الزَّيتونِ والمُربّياتِ المَصفوفَةِ على الرُّفوف. ومن ثُمَّ يتم اصطِحابُكَ إلى قِسم "النّمليَّة" وهو الإسمُ المَحلِيُّ لمَخزَنِ المَطبَخ، وهو عُنصُرٌ أساسيٌّ في المنازِلِ الأردُنيَّة، حيث تُخزَّن جميعُ المَوادّ الغِذائِيّةِ الّتي يتمَّ تجفيفُها أو حِفظُها أو تعليبُها أو تَخليلُها لأشهُرِ الشّتاء.
يُمكِنكَ الإستمتاعُ بتجارِبَ عديدةٍ في بيتِ الأصيلات. فعلى سبيل المثال؛ سَتتَمكّن من المشاركة في طحن وتذوُّق نبات السُّمّاق والتعرُّفِ على فوائِده. حتى أنّه يُمكنُك أن تأخُذَ وَصفةً أو اثنَتَينِ معَكَ إلى المَنزِل. ينمو نبات السُّمّاق الشبيه بشكل التوت بكثرةٍ في جبالِ جَرش، وهو عُنصرٌ أساسيّ في الطّبخ الأردني. الزَّعتّر؛ مثالٌ آخرُ على وجبةِ إفطارٍ أردنيّة، متوفّرٌ بِكثرة في جَرش، وهو عشبةٌ طعمُها لاذِع يتمّ تجفيفُهُ وخلطُهُ بزيتِ الزَّيتونِ والتّوابِل الأُخرى، وله العَديدُ مِنَ الفوائِدِ الصّحّيّة. وإن أخذْتَ بِضعَ دقائقَ، سَتَتعلّمَ كيفيَّة قَطفِ النّباتِ وتجفيفِهِ وتحضيرِهِ لتصنَعَ مِنهُ خليطَ الزَّعتَر. هَلْ تُحِبُّ المُربَّى؟ فَهُنالِكَ تجرِبَةٌ أُخرى، وهي تعلُّمِ كيفيَّةِ صُنعِ المُربَّى من ثمار الحمضيات المزروعة في المزارع المحيطة.
يقوم بيتِ الأصيلاتِ أيضًا بتربيَةِ خلايا النَّحل، حيثُ يُمكِنكَ التَّعرُّفُ على عَملِيَّة تربيَّةِ النَّحلِ واستخراج العَسَلِ. كما سَوفَ تَرتدي زِيَّ النّحّالينَ، وتَحصُدَ العَسَلَ مِن خلِيَّةِ النَّحْلِ، وتَتَعرَّفَ عَلى أهميَّةِ النَّحلِ ورُبّما تتذوقُ بعضَ العَسَلِ المَحَلَّيّ!
يضُمّ بيتُ الأصيلاتِ حَديقَةً جَميلةً تتواجَدُ بِها أشجارُ الفاكِهةِ المَحليَّةِ والنّباتاتِ الّتي تُزوَّد مَطبَخَهم. ويُمكنُ للضّيوفِ الجُلوسَ في مِنطقَةِ المَطعمِ المُطِلّةِ على الحَديقة ومناظِرَ الجَبلِ في جرش بَينما يَستمتِعونَ بِوجبةِ الإفطارِ أوِ الغَداء. هَل ترغَب بالمُشاركة في طَهيِ طبقٍ محلّيّ؟ هُنا يَتخَصَّصونَ في طَبْخِ "القِدْرَة"، وهو طَبقُ أرُزّ مع اللَّحمِ مطبوخٌ في قِدْرٍ مِنَ الفَخّار.