يمُرّ مسارُ الصّفصافةِ عَبرَ التّلالِ الخضراءِ في جَرشَ لِترى مِن خلالِهِ مناظرَ فريدةً للطّبيعةِ والمزارِعِ وشواهِدَ تاريخيّةً وثقافيّة. يبدأُ مِن نُقطةٍ تقعُ ضمنَ مسارِ "درب الأردن" ويستمرّ بمُحاذاةِ قرىً صغيرةً تنتشِرُ على الطّريق أثناء مشيكَ في المسارِ الذي يبلُغُ طولُهُ 9 كيلومترات ويتمَيّزُ بصعوبَةٍ مُعتدلة....
وبينَما تشقّ طَريقكَ على طولِ الطّريقِ، قد تَشهدَ العديدَ مِن الحيواناتِ البرّيّةِ بما في ذلِك الثعالِبُ والخنازيرُ البرّيّةُ والطّيورِ والسّناجِبِ والخفافيش. سَوفَ تمُرّ عَبرَ غابةِ دِبّين الّتي تقدّمُ تنوّعاً بَيولوجياً فريداً مِن أشجارِ الصّنوبَرِ الحَلَبيّ والقَيقَبِ والكُمّثرى البرّيّة والبلّوطَ وبساتينِ الفاكِهةِ وزهرَةَ السّوسَنَةِ السّوداءِ وزهورِ شقائِقِ النّعمان. وتأكّد من أنّك مُنتبِهٌ إلى ما يُحيطُ بكَ حتى لا تفوتكَ فُرصة مشاهدةِ القُبورِ المُعلّقةِ مقابلَ الجانِبِ الجَبلّيّ التي تعود إلى العصرِ البرونزي 2500 قبلَ الميلاد. يُمكِنكَ أيضاً مشاهدةَ بقايا مَعاصِر العِنبِ والزّيتونِ إلى جانبِ الجُدرانِ الحَجريّةِ وبقايا الأبراجِ الّتي تُعدّ جزءاً من العَصرَينِ الرّومانيّ والبيزنطِيّ مِنَ القرنَينِ الثاني والسّادِسِ الميلادِيّين.
يَمُرّ مسارُ الصّفصافَةِ أيضاً عَبرَ العَديدِ مِن المَزارع وكُرومِ العِنبِ والبساتينِ الّتي يَعتني بها المُزارعونَ المَحلّيون الّذينَ عاشَت عائِلاتُهُم على الأرضِ لأجيال. تَنتشِرُ أشجارُ الزّيتونِ والعِنب واللّوزِ واللّيمونِ والتّينِ في المِنطقة. وقد تجِدُ شخصاً مَحلّياً سَيُرحّبُ بكَ في مَنزِلِه للمُساعدةِ في قطفِ المَحصولِ وتقديمِ الشّاي السّاخنِ لَك. بالإضافةِ إلى ذلِك، سِتجِدُ أيضاً مَحطّاتٍ لِلطّعامِ والتّخييمِ حيثُ يُمكِنكَ تذوُقَ الأطباقِ المَحلّيّةِ وشِراءَ الموادّ التموينيّةَ ومن ثمّ النّومَ في نُزُلٍ من بعدَ جَولة التنزّه.
ومِن أبرزِ ما يُميّزُ هذا المَسار عن دونه من المسارات هو المَنظرُ البانورامِيّ لِكلّ مِن مُحافظاتِ السّلطِ وعَمّانَ والزّرقاءَ والمفرَقَ وجَرش. وعلى ارتفاعِ 1050 متراً فوقَ مُستوى سَطحِ البَحر، ستوفّرُ لكَ نُقطةَ المُنتصَفِ إطلالَةً على 5 مُحافظاتٍ في الأردُنّ، وفي يوم صافٍ جدًا قد تُتاحُ لك الفرصةَ حتّى لترى فِلَسطين.